| |
![]() منذ شهر شباط/فبراير الماضي اعتمد الجيش السوري خطة جديدة في القتال تعتمد على مبدا عدم الدخول الى المناطق السكنية الحاضنة للمسلحين والقيام بعملية حصار لمناطق تواجدهم عبر السيطرة على طرق الإمداد التي يستخدمها المسلحون للتواصل بين مناطق تواجدهم وللتزود بالسلاح والذخيرة ، وتشمل هذه العملية طرق الإمداد من الحدود اللبنانية عبر البقاع الشمالي في سهل القاع وبلدة عرسال وصولا الى الحدود الشمالية عند منطقة إعزاز على الحدود السورية التركية. فك الحصار عن مطار حلب.. ![]() في نفس الوقت كان الجيش السوري يخوض معركة قطع طرق الإمداد على المسلحين في وسط سوريا وتحديدا في ريف مدينة القصير على الحدود اللبنانية السورية وتعتبر محافظة حمص في سوريا والتي يطلق عليها المنطقة الوسطى، ساحة حرب استراتيجية محلية ودولية في الصراع الدائر منذ سنتين في سوريا وعلى سوريا ، واسم هذه المنطقة ينطبق تماما على موقعها في قلب الدولة السورية, فهي اكبر المحافظات السورية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها43 الف كلم ,وهي تتوسط الطريق بين الجنوب والشمال السوري فضلا عن وقوعها على الطريق بين دمشق وحلب, ولها ارتباط بالبادية عبر الطريق الصحراوي الذي يربط حمص بمدينة تدمر, وهي تخاذي الحدود اللبنانية من الشمال عند تل كلخ ومن البقاع الشمالي. ونتيجة لهذه الموقع الجغرافي كانت حمص الهدف العسكري الأول الذي اختارته المعارضة المسلحة لتحركها وتحديدا في حي بابا عمر ذي الغالبية التركمانية. ![]() أ – في مدينة حمص للسيطرة عليها , وفتح طريق نحو دمشق , وقطع طريق دمشق حلب ودمشق الساحل. ب – في مدينة القصير وريفها حيث يسعى المسلحون لوصل غرب القصير بلبنان عبر هيت, ومن ثم الوصول الى تل كلخ , وبالتالي فتح طريق امداد عسكري من شمال لبنان الى القصير ومن ثم حمص. في غرب القصير تعاني المعارضة من عقبات ديمغرافية عديدة. هذه المنطقة غالبيتها مؤيدة للنظام , وأهاليها تكفرهم جبهة النصرة ,ويحتاج المسلحون للوصول الى هيت ومن ثم الى تل كلخ عبور عدة قرى مؤيدة للنظام . الى الجنوب من القصير يقع معبر جوسية حيث تتلقى الجماعات المسلحة التي تحارب في القصير وفي حمص امدادات كبيرة. وقد قام الجيش العربي السوري بعملية كبرى ونوعية في المنطقة سيطر خلالها على منطقة تل الحنش وهي منطقة تجمع أساسية للمسلحين وقرية جوسيه الخراب والحاجز 114 , ما جعل مدينة القصير محاصرة تماما ومن غير الممكن بعد اليوم تزويدها بالسلاح عبر لبنان , ما سيُصعب الوضع العسكري على المسلحين في القصير وريفها الذين سوف سيجبرون في حالة النقص في السلاح والذخائر على التراجع في الكثير من المواقع في ريف القصير الى داخل المدينة. هناك سيواجهون احتمالين. 1 – القتال في القصير , مع العلم أن المعركة ستحتاج الى مخزون كبير من السلاح والذخيرة الذي سوف ينفذ بسرعة وبالتالي مواجهة مصير بائس. 2 – الانسحاب باتجاه مدينة حمص , وترك المنطقة للجيش العربي السوري مع ما يعنيه هذا من انتصار عسكري ومعنوي للنظام وقواته. وفي الحالتين تكون المعارضة قد خسرت معركة المنطقة الوسطى , ما يعني فشل خطة الهجوم الواسع على دمشق وإسقاط النظام. وقد خاض الجيش معركتين حاسمتين مكنته من السيطرة على كافة طرق امداد المسلحين في المنطقة. أ - معركة تل النبي مندو.. ![]() ب - معركة حاجز14.. عند سيطرة مسلحي المعارضة على تل 14 أو حاجز 14 اعتبرته مواقع التنسيقيات النصر الكبير الذي سوف يغير مجرى معركة القصير والمنطقة الوسطى، للأهمية القصوى التي يشكلها هذا التل ذات الارتفاع القليل ولكن المشرف على كل طرق تهريب السلاح بين سوريا ولبنان في منطقة جوسيه، وقد تمكنت قوة من الجيش السوري من استعادة تل 14 يوم الأربعاء قبل الماضي , وتقوم القوات السورية بتحصينات في الموقع ,وسوف يعزز الموقع بكتيبة من الجيش السوري حتى لا يعاد احتلاله مرة أخرى. استعادة هذا التل بالتزامن مع فقدان المجموعات المسلحة السيطرة على جوسيه الخراب وعلى تل الحنش يصبح للجيش السوري قدرة السيطرة على جميع طرق تهريب السلاح من لبنان في تلك المنطقة ، ما يضع المسلحين هناك في حصار منهك بعيدا عن التزود بالسلاح والذخيرة عبر طرق افتتحها ويستخدمها المهربون وغالبيتهم من بلدة عرسال في البقاع الشمالي. معركة الغوطة الشرقية... وفي استكمال لعملية السيطرة على طرق الإمداد عبر سوريا, قام الجيش السوري بعملية واسعة في الغوطة الشرقية لدمشق, وبفك الحصار عن فوجي الكيمياء والإشارة في منطقة عدرا, وتابع تقدمه باتجاه قرية ميدعة وحوش الفارة, والتقت القوات هذه مع رتل من القوات طهر منطقة العتيبة وحران العواميد , ما وضع الغوطة الشرقية بين فكي كماشة وقطع طرق الإمداد من درعا باتجاه العتيبة في الغوطة الشرقية ومن عرسال في لبنان الى سوريا عبر قرى فليطة ,ورنكوس ,والقسطل باتجاه عدرا في الغوطة الشرقية. الطريق الى إعزاز.... ![]() موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |
River toSea


The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!